روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | داعية في مجتمعها نعم.. وفي بيتها؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > داعية في مجتمعها نعم.. وفي بيتها؟!


  داعية في مجتمعها نعم.. وفي بيتها؟!
     عدد مرات المشاهدة: 2137        عدد مرات الإرسال: 0

ما رأيكم بسيدةٍ مشهورةٍ كداعيةٍ في المجتمع وتدعو النساء إلى الفضيلة والسير على منهج السنة والكتاب، وفي بيتها تفرِّق بين أولادها؛ تحب الصغير، والكبير تحقره مع أنه يحترمها ويبرَّها.

ولكن دون جدوى، تفرض آراءها على أولادها، وإن لم يطيعوا أوامرها هم وأزواجهم تشهر سلاح الغضب والدعاء عليهم وعلى أولادهم.

ما رأيكم بسيدةٍ مشهورةٍ كداعيةٍ في المجتمع وتدعو النساء إلى الفضيلة والسير على منهج السنة والكتاب، وفي بيتها تفرِّق بين أولادها؛ تحب الصغير، والكبير تحقره مع أنه يحترمها ويبرَّها.

ولكن دون جدوى، تفرض آراءها على أولادها، وإن لم يطيعوا أوامرها هم وأزواجهم تشهر سلاح الغضب والدعاء عليهم وعلى أولادهم.

أصبح بيتها جنةً ونارا، وتقول أنها داعية وأم، وهي لا رحمة ولا شفقة على أولادها، وكلما قاموا بعملٍ أو عملوا دعوةً لعشاءٍ أو غداءٍ دون إذنها تقوم الأرض ولا تقعد.

وتهدد وتتوعد وتغضب وتزمجر، بناتها حائرات كيف سيوازنَّ بينها وبين أزواجهنّ، وإضافة إلى ذلك تجبرهن على أمورٍ صغيرة، فما رأيكم بهذه الأم وهذه التي تقول عن نفسها أنها داعية؟

وترد الأستاذة سميرة المصري: 

لا شك أن الالتزام الإسلامي يتطلب إيماناً عالياً إلى جانب حسن المعاملة، فهو عبودية للخالق وحسن الخُلُق للناس، وكما هو معلوم فإن الهدف من الأحكام الإلهية هو تزكية النفس وتطهيرها من الأمراض النفسية.

فالغاية من الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر، كما أن الغاية من الصيام الوصول للتقوى، والغاية من الزكاة تطهير النفس من الشح وكذلك بقية العبادات، وما لم تؤدِّ الصلة مع الله إلى حسن التعامل بين الناس فإن الالتزام الديني عند المسلم ناقصاً.

ومحبة الخالق والقرب منه يوم القيامة مرتبة لا يصل إليها إلا أحسننا أخلاقاً، لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً. رواه الطبراني بسندٍ صحيح، وروى البخاري ومسلم نحوه.

وفي المجتمع نلتقي بنماذج مختلفة من الناس، ممن يناقضون بسوء سلوكهم التزامَهم الديني الظاهر، فيصاب من يتعامل معهم بالإحباط والنفور من الدين عند كثير من الناس، وهذه مسؤولية كبرى يتحملها كل من يخالف ظاهره فعله..

هذا بشكلٍ عام، فكيف بمن اتخذت لها موقع القيادة والقدوة لبنات جنسها تعطي الدروس وتلقي المواعظ؟ لا شك أن مسؤوليتها أكبر لأنها تدخل في قول الله تعالى: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾

كما أن مقت الله يشمل فعلها، فهو سبحانه القائل: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾.

وتربية النفس أولاً قبل تربية الغير هو الذي يؤدي إلى حسن التعامل بين المسلمة وعائلتها أو زوجها أو أولادها أو جيرانها أو محيطها، وهنا يتضح الالتزام الديني عندها لأن الدين المعاملة.

وقد أحبط الله عمل المرأة التي ذكر من صلاتها وصيامها غير أنها كانت تؤذي جيرانها فقال: هي في النار.

والأخ السائل يعتب على الداعية المشهورة موقفها من أولادها وعدم العدل بينهم وسوء خلقها مع بقية أفراد عائلتها، وهذا - إذا كان صحيحاً - يجعل سلوكها يخالف التزامها الديني ويناقض الإسلام.

وسوف تحاسب على التفرقة في المعاملة بين أبنائها، ومسؤوليتها كداعية تتضاعف لمخالفتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تشيعه بين بنات جنسها وتنقضه في معاملتها وسلوكها.

والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول عن هذه الفئة: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع عليه أهل النار فيقولون: يا فلان، مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه. رواه مسلم.

لكن - أخي السائل - قد علمتنا الحياة والتجارب أن للحقيقة وجوهاً يراها كل واحد من زاويته، ولو سألنا الأخت الداعية عن سبب تصرفاتها مع أبنائها وعائلتها لسمعنا منها ما يعذرها أو لاتخذنا لها أسباباً تخفيفية بعد وضوح الحقيقة أمامنا، والعدل دائماً أن تستمع للطرفين حتى لا نجانب الصواب في أحكامنا.

فالأم بشكل عام لا يمكن أن تكره أحد أبنائها أو أن تضمر له شراً، لكنها قد تهمل أحدهم إذا أساء معاملتها أو إذا مال إلى زوجته على حساب حقوقها.

والواضح من تصرفات هذه الداعية أنها متسلطة، تفرض على أبنائها حتى بعد الزواج آراءها.. قد تكون مخطئة لكنهم إذا سايروها فيما يستطيعون، وحلموا عن بعض تصرفاتها فهم الرابحون، لأن البرّ تجاه الوالدين لا يكون عندما يحسنان معاملتهم فقط وإلا يسمى مكافأة وعرفاناً بالجميل.

أما البر الحقيقي فهو الصبر عليهما لدى كبرهما وأناتهم في التعامل معهما، لأن فضلهما على الأبناء لا يمحى بسوء تصرفٍ منهما، والأولى مراجعة أنفسهم والسعي إلى برّ الأم ولو كانت مخطئة، فلهم الجنة.

وحقٌّ ما قالت أستاذتنا المربية أ. سميرة، فإن كان ما قلته حقاًّ فقد أوضحت أ. سميرة لك خطأ هذا الفعل، وإن كانت الصورة ليست كذلك، فهذا شأنها، ومن فضلكم يا أبناءها أعيدوا النظر في الأمر بشيءٍ من التجرد والإنصاف، والله تعالى يقول: ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.

وفي كل الأحوال: أيًّا كان حال هذه الأم، فليس أمام أبنائها إلا برّها، بل عليهم أن يبرُّوها بأكثر مما يبرِّ الأبناء الآخرون أمهاتهم، فهذا جهادٌ لكم - وخاصةً الأخ الأكبر الذي يعاني أكثر- وهو طريقٌ كبيرٌ لدخول الجنة، وهي فرصتكم المواتية فلا تضيعوها يرحمكم الله، واسألوا الله تعالى أن يهديها للصواب ويرشدها للخير.

يا أخوتي أبناء هذه السيدة:

تريدون إصلاح أمكم؟ برّوها.

تريدون أن تبقى في العيون الداعية الحق؟ برّوها.

تريدونها أن تلاحظ خطأها؟ برّوها.

تريدونها أن تكون في أحسن صورة؟ برّوها.

ليس أمامكم غير ذلك، والحبّ الحقيقي يصنع كل شيء، شرط أن يكون حقيقيا، واسمح لي يا أخ عبد الله – إن كنتَ أحد أبناء هذه الأم- اسمح لي أن أقول لك بأنني لم أشعر بهذا الحب من خلال كلامك.

بل إن الشعور الوحيد الذي أوصلته لي بكلماتك هو الكراهية والضغينة فقط، وأظنه شعورٌ لا يستقيم في علاقة الوالدين بأولادهما، بل عليك وعلى أخوتك التقرّب منها أكثر وأكثر.

ومساعدتها في كل شيء وعدم الإثقال عليها في الطلبات، الرجال في طلبات البيت الخارجية، والبنات في أعمال البيت الداخلية، حوِّلوا بيتكم إلى خليةٍ من العمل المستمر لأجل راحتها، وصدقني ستختلف النتائج.

نسأل الله تعالى لكم جميعاً الهداية، ونطلب منه سبحانه أن يجعل أمكم كأحسن ما ترغبون؛ داعيةً في البيت وخارج البيت، ولمَّ الله شملكم وجمعكم على الخير دائماً.. وننتظر منك فعلكَ ورأيك.. .

المصدر: موقع إسلام أون لاين